في ذكرى دحر العدو الصهيوني عن غزة العزة

في ذكرى دحر العدو الصهيوني عن غزة العزة ، غزة المقاومة والشجاعة والبسالة والتلاحم والانتصار، غزة التي لا تعترف بالخنوع ولا تعرف الركوع إلا لله ، غزة التي لها من اسمها نصيب من الغزو ومقارعة العدو وردعه والتي أذاقته الويل وما زالت تضج مضاجعه.
فبفضل الله عز وجل إندحر العدو عن غزة مهزوماً يجر اذيال الهزيمة والخيبة، ومع ذكرى إندحار العدو عن غزة في عام ٢٠٠٥ م، وتزامن ذكرى إتفاقية أوسلوا المشؤمة ١٩٩٣م
لتكون المفارقة ويكون العجب، ما بين طريقين ومسلكين مختلفين سيحددان مصير شعبنا وقضيته.
ما بين طريق المساومة وطريق المقاومة.
فبالمقاومة هرب العدو من غزة، بينما بالمفاوضات حصلت التنازلات وضاعت المقدسات.
إن ما فعلته أوسلوا من دمار وتفتيت في البيت الفلسطيني وأدت الى تفرقته واضعافه لن نتعافى منه إلا بالتحلل من اوسلو وتبعياتها،
فبعد أن كنا نقاتل من أجل كل فلسطين، جاءت النكبة الثانية (اتفاقية اوسلو) لتعطي العدو أكثر من ٨٠ % من أرض فلسطين، بل والأخطر في اتفاقية التسليم ان تعترف بشذاذ الآفاق وتعطيهم كيان (يسمى اسرائيل) وأن له حق على أرضنا ومقدساتنا، وتعطيهم شرعية ومبرر لاعتراف العالم بهم، وتعطيهم تصريح دخول للتطبيع مع الدول العربية، وتعفيهم من جرائمهم والتي لم تتوقف حتى بعد اتفاقية التسليم او ما يسمى (اوسلو).
اوسلو التي تعتبر أول الانقسام الحقيقي بين شعبنا وأطيافه، انقسام ما بين وطني ومقاوم يريد أن يحرر وطنه ولاجى يريد العودة الى أرضه، وما بين مستسلم يريد أن يُحّصل المكاسب ولو على حساب المبادئ والثوابت الوطنية.
ومن أخطر ما في اوسلو محاولة بعض المنتفعين تغيير ثقافة شعبنا الرافض للعدو المحتل الى الترويج للتعايش مع المحتل وتقبله.
بل وأصبح التعاون مع العدو ليس جريمة، بل الجريمة هو مقاومة ومقارعة العدو، فاصبح الحق باطل والباطل حق.
لن ينجح العدو ولا المنتفعين في مخططاتهم ومامراتهم، فشعبنا واعى لذلك ولن تمر عليه الاكاذيب والالعيب.
فالمقاومة الفلسطينية التي رفضت أوسلوا وخاضت انتفاضة الأقصى بكل بسالة وشجاعة متسلحة بسلاح الثقة بالله والتوكل عليه عبر الإعداد الشامل لخوض حرب تحرر واستنزاف ضد العدو الصهيوني، ومنطلقة من قناعات اغلب شعبنا الرافض لاوسلو والداعم للمقاومة والحاضن لها والمؤمن بأنها هي التي ستحقق أمله بالعودة والتحرير والخلاص من المحتل.
فالشعبنا الفلسطيني قدم وما زال يقدم ويدفع فاتورة التحرير المتمثلة بالصبر على فقدان الشهداء وارتقائهم، فقدم آلاف الجرحى والأسرى، لن يقبل أن تضيع تضحياته هباء ، ولن يفرط في شبر واحد من فلسطين المقدسة، ولن يرضى أن تسرق مقدراته من قبل بعض المتخاذلين والمنتفعين، ولن يرضى ويقايض عن ترابنا اي بديل.
تمر علينا ذكرى دحر العدو من غزة، وضفتنا تسير على نفس الطريق ضد العدو الصهيوني، وفق استراتيجية استنزاف فعالة ورؤية تحرية ناجعة وعلى خطى ثابته.
فالمقاومة في الضفة تعلم خطورة أن يشعر المحتل بأمان في مدننا، وهو الذي يسعى الى ضم الضفة كلها الى كيانه، عبر تهجير شعبنا والتضييق عليه، وشرعنة البؤر الاستيطانية العشواىية وضمها الى الكتل الاستيطانية الكبيرة ليكتمل عزل الضفة وقضمها وضمها لكيانه بخطوات متتابعة.
فالحل لعرقة مخططات العدو وتحطيم اماله وافشال مخططاته هو باستمرار مقاومته
وتدفيعه ثمن إحتلاله وضربه بين مدن ضفتنا الحبيبة وكل مكان، وإشعاره بعدم الأمن، وان يهب فلسطينيو الداخل ضد مخططات دمجهم في الكيان ويعيدوا مشاغلته واستنزافه؛ فهذا هو الحل الوحيد والمجرب في التحرير ،
ولكم في مقاومة غزة اسوة حسنة عندما اجبرت العدو على الفرار منها بفضل الضربات

Leave a Reply

Your email address will not be published.