لم تتحمس الحكومة الاردنية كثيرا
لعراق ما بعد البعث،
لأنهم كانوا مقتنعين تماما بأن التغيير سيقتصر
على رأس هرم السلطة،
فيما سيحتفظ نظام البعث ببنيته
السياسية،
الأمنية،
والفنية.
لذلك كانوا مطمئنين نوعا ما على استمرار التدفق المريح لسيول الذهب الاسود والمنح النفطية لتحميهم من التشرد.
لذلك ادركوا ان،
المعارضة العراقية (الحكومة الحالية) لن يكون لها دور يذكر في صياغة مستقبل العراق الجديد،
لكن بعد ان حدث عكس ماتوقعوا
وخلاف ما ادركوا،
ابدي الملك الهاشمي عبدالله الثاني مخاوفه من الهلال الشيعي فيما لو اصبح بدرا.
ولحد عهد مبكر، كان موقف الاردن من العراق الجديد قائم على،
العزوف عن التعامل مع حكومات مابعد البعث من جانب،
وتصدير الارهاب المتمثل بالقاعدة وابو مصعب الزرقاوي لاسقاطها من جانب اخر.
ودعموا قيام كيانات هاشمية ذات طابع جماهيري من الممكن ان تشارك في السلطة لاحقا.
لكن واقع العراق الحالي واستمرار توالي الحكومات الشيعية جعل من المسؤولين الاردنيين يعيدون النظر بحساباتهم السياسية الخارجية المتعلقة بالعراق بحذر شديد، فأصبح موقفهم
يحمل كم هائل من التناقضات ويسعون لجمع توفيقات شبة مستحلية مثل،
السعي لانتزاع موافقة الحكومات العراقية الحالية لبقاء استمرار تدفق النفط بأسعار تفضيلية عبر استخدام اليات ضغط عديدة، دولية واقليمية ولوبيات سياسية سنية داخل العملية السياسية، لضمان بقائهم علي قيد الحياة.
وبنفس الوقت، تحتضن الاردن رغد صدام حسين الداعمة للارهاب والمشاركة في ابادة الشيعة في مجزرة سبايكر، والمطلوبة وشخصيات بعثية اخري للقضاء العراقي.
ناهيكم عن دعم المؤتمرات البعثية والاستخفاف بمشاعر العراقيين عن طريق، الاحتفال بمولد طاغوت العصر صدام حسين واقامة مجالس العزاء بوفاتة.
يبدوا ان المسؤولين الاردنيين ولهذة اللحظة يتعاملون مع الحكومات العراقية علي انها كيانات مؤقته في طريقها للزوال، وهذا ما اك
دته سياساتهم الاخيرة والتي سمحوا فيها (للبعث الصدامي)
العودة للعمل السياسي.
وبذلك يكونوا كالكلب الحكيم الذي يزحف لركن هادئ
يلعق جراحة ليستعيد عافيتة.
غيث العبيدي.
Leave a Reply