زهير أندراوس:
تستمّر وبوتيرةٍ عاليةٍ الحرب السريّة أوْ حرب الظلال بين إيران وإسرائيل، والتي تشمل فيما تشمل عمليات اغتيالٍ وضرباتٍ سيبرانيّةٍ مُتبادلةٍ، وذكرت وسائل إعلام عبريّة نهاية الأسبوع، أنّ السلطات الإسرائيليّة قد حذرّت مواطنيها في الخارج من إمكانية التعرض لهجماتٍ إيرانيّةٍ، وفق ما أكده نير دفوري، مراسل الشؤون العسكريّة في القناة الـ 12 بالتلفزيون العبريّ، الذي أضاف أنّ التحذير يشمل أيضًا دولاً خليجيّةً مُطبِّعةً مع دولة الاحتلال.
وأفادت صحيفة (يديعوت أحرونوت) العبرية، نقلاً عن مصادر رفيعةٍ في المنظومة الأمنيّة بتل أبيب، بأنّ السلطات الإسرائيلية قد حذرت مواطنيها والعاملين حول العالم من التعرض لهجمات إيرانية، وأنّ تل أبيب تبذل جهودًا مضنيةً لإحباط أيّ محاولاتٍ تستهدف المواطنين الإسرائيليين في جميع أنحاء العالم.
وذكرت الصحيفة على موقعها الإلكتروني (YNET) أنّه تم تحذير رجال الأعمال الإسرائيليين العاملين في الخليج والقارّة الأفريقيّة من محاولاتٍ إيرانيّةٍ لإلحاق الأذى بهم واستهدافهم، وذلك بالتوازي مع قيام جهاز الأمن العام (الشاباك) والمخابرات الخارجية (الموساد) والاستخبارات العسكرية (أمان) بالعمل الدؤوب على إحباط هذه المحاولات.
وشددت الصحيفة على أنّه تم إبلاغ رجال الأعمال الإسرائيليين بأنّ إيرانيين يجمعون معلومات عن عملياتهم في الخارج، وطُلِب منهم كإجراءٍ احترازيٍّ تغيير سلوكهم والتحقق مِمَنْ يقابلون.
وأشارت إلى أنّه خلال العام الماضي، أحبط جهاز الموساد الإسرائيليّ عشرات المحاولات لاستهداف رجال أعمال وسياح إسرائيليين في أوروبا وآسيا وأفريقيا، لافتةً إلى أنّ إيران تحاول الانتقام لمقتل العلماء النوويين الإيرانيين المنسوبة إلى إسرائيل. يُشار إلى أنّ دولة الاحتلال لم تُعلِن مسؤوليتها عن عمليات الاغتيال التي وقعت بإيران، ولكنّها أشارت لقيامها بتنفيذها عبر تسريباتٍ لوسائل الإعلام العبريّة والغربيّة.
وتابعت الصحيفة العبريّة، نقلاً عن ذات المصادر، أنّه في الثالث من شهر حزيران (يونيو) من العام الماضي، نقلت وكالة الأنباء الإيرانية عن مصدرٍ مطلّعٍ، أنّ أحد أفراد الحرس الثوريّ الإيراني قُتِلَ بحادثة داخل منزله، كما نفى المصدر في الوقت نفسه أنباء عن اغتيال العقيد في الحرس الثوريّ علي إسماعيل زاده.
وفي 22 أيار (مايو) الماضي، لقي العقيد في الحرس الثوري صياد خدائي مصرعه برصاص أطلقه شخصان كانا على دراجةٍ ناريّةٍ في طهران، في أثناء عودته إلى منزله.
وفقدت إيران خلال الـ 12 عامًا الأخيرة عددًا من كبار العلماء والعسكريين والسياسيين في عمليات اغتيال، واتهمت إسرائيل بالوقوف وراء هذه العمليات، وكان أبرز العلماء الين اتهمت إسرائيل باغتيالهم هو محسن فخري زادة، وهو مؤسس البرنامج النوويّ الإيرانيّ، وفق المصادر الإسرائيليّة.
وكانت وكالة “فارس” الايرانية نشرت منتصف العام الماضي قائمة بأسماء خمسة رجال أعمال إسرائيليين وصفهم الحرس الثوري الايراني بأنّهم أهدافًا للاغتيال. وشملت القائمة صور هؤلاء الأشخاص، مع تفاصيل دقيقة عن أبناء عائلاتهم، عناوين بيوتهم وعناوين أماكن عملهم، لافتةٍ في ذات الوقت إلى أنّ هؤلاء الإسرائيليين متورطين بتخريب في ايران، ودون تهديد بأنّ عليهم أنْ “يعيشوا في الخفاء”.
وظهر في الصور الخمس الجنرال عاموس مالكا، الذي شغل منصب رئيس جهاز الاستخبارات العسكرية، عامير لافينتال، المؤسس والمدير العام لشركة سايبر، جال جانوت، عسكري سابق في الوحدة 8200 ومدير شركة التدريب، عنبال آرئيلي، مؤسسة شركة هايتك، وعميت ملتسر، ذكر بأنّه خبير في مجال تقنيات السايبر الدفاعية.
وفي ظلّ التهديدات من جانب إيران باستهداف إسرائيليين في الخارج، أعلن مجلس الأمن القوميّ والجهاز الأمني الإسرائيليّ عن تشديد التحذيرات للسفر إلى تركيّا والدول المحيطة بإيران وقال في بيانٍ “منذ عدة أسابيع، وخصوصًا منذ اتهام إيران إسرائيل بمقتل ضابط الحرس الثوريّ، تضاعفت المخاوف في الجهاز الأمنيّ من محاولات ايرانيين لاستهداف إسرائيليين في أنحاء العالم”.
وتابع مجلس الأمن القوميّ الإسرائيليّ قائلاً في بيانٍ نشره على موقعه إنّ “تنظيمات الجهاد العالميّ والإسلام الراديكاليّ، وخاصّةً منظمة (داعش) الإرهابيّة وأنصارها، يواصلون إظهار دوافعهم لتنفيذ هجماتٍ إرهابيّةٍ، بما في ذلك ضدّ أهدافٍ يهوديّةٍ وإسرائيليّةٍ، في مختلف دول العالم، وهذا مدعوم بتصريحاتٍ علنيّةٍ من رؤساء المنظمات تطالب بإيذاء الإسرائيليين واليهود”، على حدّ تعبيره.
Leave a Reply